فا لمقرنص -

المقرنصات| هـي إحدى عناصر الفن ا لإسلامي الهامة

مفرد ا لمقرنصات - اصطلاحاً، هو تلك التصاميم ا لمعمارية الناتئة أو

البارزة، التي تكتسب أهمية تشكيلية كبيرة، ويتخذ تصميمها

الهندسي أشكا لاً عدة، مثلثة ودائرية ومربعة.

يعرف الدكتور عبد الرحيم غالب ا لمقرنصات في كتابه " موسوعة العمارة ا لإسلامیة" بأنالمقرنص هو احد عناصر العمارة ا لإسلامية ا لمتميزة ، ویشبه ا لمقرنص الواحد محرابًا صغيراً أو قطاعاً طولیاً منه وله أشكال متعددة ، ولا یستعمل إلا في مجموعات مدروسة التوزیع و التركیب متجاورة ، حیث تبدو كل مجموعة منه وكأنها بیوت النحل في شكل كتل وخطوط متناغمة ریاضیة التصمیم متناهیة في الدقة و تؤدي وظیفة معماریة محددة و دوارً زخرفیاً جمالیاً .

كما يعرفها الدكتور محمد حسین جودي في كتابه " العمارة العربیة ا لإسلام "ويقول:المقرنصات جمع مقرنص وهو عنصر معماري ابتكره العرب ا لمسلمون ثم تحول فیما بعد إلى عنصر زخرفي ، وهو الحنیة الركنیة التي كانت توضع في كل ركن من أركان الحجرة ا لم ربعة التي يراد إنشاء قبة علیها حیث تستخدم هذه الحنایا للتدرج من الجزء ا لم

http://moqarns.eie.sa/images/artical/5efda2b980c81.jpg

ربع إلى السطح الدائري أو مثمن تقوم علیه القبة ویسمى عنق القبة.

تعد المقرنصات ابتكار إسلامي فريد يجمع في آن واحد بين العمارة والزخرفة فتفرد بتصميمه الهندسي وايضاً الزخارف المنقوشة عليه ،فالمتأمل في مسجد الجمعة في أصفهان – ايران ، والذي يعد من أقدم الآثار الإسلامیة التي تضمنت عمارتهـا المقرنصـات ،يجد الجمال المتمثل في التكوين والتلوين لتكل العناصر الجمالية الفريدة.

ويذكر جـون د. هـوك فـي كتابـه "العمـارة الإسـلامیة": أنه لـم یـرد عنصـر المقـرنص في أي طراز من طرز العمارة في العالم المعروفة لحد الیوم.

قد ترد أكثر مفردة على المطلع في تاريخ المقرنصات تشير لذات الشكل فيقال (مقرنص) في المشرق و(مقربص) في المغرب الإسلامي، أو (الدلايات) في مصر وهو في المعجم الوسيط (مقرنس).

نظراً لشعور الفنان المسلم باختلاف الطبيعة بين المربع البسيط والمثمن المعقد، والدائرة المنتمية الى أسرة هندسية أخرى، فإنه لمس الحاجة إلى جزئية انتقالية تساعد العين على الانتقال غير المنطقي والحاد بين هذه العناصر. ووجد الحل في التشكيل المقرنص الذي سيؤمن الانتقال السليم بين هذه الأشكال هندسية المتعددة.

للمقرنصات وظائف معمارية ووظائف زخرفية:

الوظائف المعمارية: تساعد على تخفیف ثقل الكتلة حیثما وجدت في البناء ، وذلك لأن المقرنصات تقسم الكتلة إلى أجزاء صغیرة یرتكز بعضها على بعض، كما أنها تحمي القبة من التصـدع أو الإنهیـار عـن طریـق إیجـاد قاعـدة قویـة للقبـة و تـأمین قاعـدة ذات ٨ أضلاع أو ١٦ ضـلعاً أو ٢٤ ضـلعاً أو ٣٢ ضـلع للقباب.

الوظائف الزخرفیة : المقرنصات تعطي شكلاً زخرفیاً رائعاً یقلل من حدة الجدارن الملساء المرتفعة وتعطي شـكلاً هندسیاً ذا أبعاد ثــلاثة  یتقبله الناظر أكثــر مــن تقبلــه للأوجه الملساء و یخـف مــن وقــع ثقــل الكتلـة بإیجاد لوحات من الظل و النور وذلك عن طریق مبادئ أساسیة قام علیها تركیب المقرنصات وهي التطابق و التشابه و التدرج و التعارض . 

نجد المقرنص قد تشعبت استخداماته ووظائفه وتعدى العمارة الى الفنون حتى تجسد في مفردات الأثاث كالطاولات وفوانيس المساجد والمنابر الحجرية والخشبية، لكننا نجده في جل العمائر الإسلامية في مواضع بذاتها مع اختلاف بسيط في طبيعة المدرسة الإقليمية للعمارة التي أملته الخامات البنائية والأذواق والخبرات.

والنفس الشرقية التي أبدعت المقرنص، مياله بالسليقة الى ملئ المسطحات الصماء، وإثرائها بالزخارف، الذي يتبع فكر العصر والثراء و الذوق الفني، وتجسد باقتضاب أو إسهاب. وفحواه نزعة روحية رافضة للخلاء والوجه الأملس الفارغ. والأمر نابع من شعور أن الوحدة والفراغ والمكان المهمل، يصبح مجلبة للوحشة والشؤم، أو مكان يسكنه الشيطان، وهذا ما جعل بعض العناصر تزوق بثراء واستثناء، كما حال البيبان.

المراجع:

المقرنصات دراسة تحليلية تطبيقية - الشیماء محمد سعید  

المقرنصات أيقونة الفنون الإسلامية - مجدي عثمان 

المتدليات والمقرنصات في العمارة الإسلامية - عبدالرحمن بن سليم

المقرنص. وخصوصيته في العمارة الإسلامية - د. علي ثويني